بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 17 بتاريخ الجمعة يوليو 28, 2023 12:24 pm
من نفس عن مؤمن كربة
صفحة 1 من اصل 1
من نفس عن مؤمن كربة
حديث: { من نفس عن مؤمن كربة}
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من
نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،
ومن يسّر على معسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا
ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون
أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ،
وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا
نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله
فيمن عنده ، ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم .
الشرح
عُني
الإسلام بذكر مكارم الأخلاق والحث عليها ، وجعل لها مكانة عظيمة ، ورتّب
عليها عظيم الأجر والثواب ، ومن ذلك هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه .
لقد
حثّنا النبي صلى الله عليه وسلّم في أوّل وصيّته على تنفيس الكرب عن
المؤمنين ، ولا ريب أن هذا العمل عظيم عند الله ، عظيم في نفوس الناس ، إذ
الحياة مليئة بالمشقات والصعوبات ، مطبوعة على التعب والكدر ، وقد تستحكم
كربها على المؤمن ، حتى يحار قلبه وفكره عن إيجاد المخرج .
وحينها
، ما أعظم أن يسارع المسلم في بذل المساعدة لأخيه ، ومد يد العون له ،
والسعي لإزالة هذه الكربة أو تخفيفها ، وكم لهذه المواساة من أثر في قلب
المكروب ، ومن هنا ناسب أن يكون جزاؤه من الله أن يفرّج عنه كربة هي أعظم
من ذلك وأشد : إنها كربة الوقوف والحساب ، وكربة السؤال والعقاب ، فما
أعظمه من أجر ، وما أجزله من ثواب .
ومن كريم الأخلاق :
التجاوز عن المدين المعسر ، فقد حث الشارع أصحاب الحقوق على تأخير الأجل
للمعسرين وإمهالهم إلى حين تيسّر أحوالهم ، يقول الله عزوجل : { وإن كان ذو
عسرة فنظرة إلى ميسرة } ( البقرة : 280 ) ، وأعلى من ذلك أن يُسقط صاحب
الحق شيئا من حقه ، ويتجاوز عن بعض دينه ، ويشهد لذلك ما رواه البخاري و
مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كان
رجل يداين الناس ، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه ؛ لعل الله
أن يتجاوز عنا ، فلقي الله فتجاوز عنه ) .
ثم
يحث الحديث على ستر عيوب المسلمين ، وعدم تتبع أخطائهم وزلاتهم ، وذلك لون
آخر من الأخلاق الفاضلة التي تكلّلت بها شريعتنا الغرّاء ، فالمعصوم من
عصمه الله ، والمسلم مهما بلغ من التقى والإيمان فإن الزلل متصوّر منه ،
فقد يصيب شيئاً من الذنوب ، وهو مع ذلك كاره لتفريطه في جنب الله ، كاره أن
يطلع الناس على زلَله وتقصيره ، فإذا رأى المسلم من أخيه هفوة فعليه أن
يستره ولا يفضحه ، دون إهمال لواجب النصح والتذكير .
وقد
جاء في السنة ما يوضّح فضل هذا الستر ، فعن عبدالله بن عباس رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر
الله عورته يوم القيامة ) رواه ابن ماجة ، في حين أن تتبع الزلات مما يأنف
منه الطبع ، وينهى عنه الشرع ، بل جاء في حقه وعيد شديد ، روى الترمذي عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ،
فنادى بصوت رفيع فقال : ( يا معشر من قد أسلم بلسانه ، ولم يفض الإيمان إلى
قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من
تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في
جوف رحله ) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولما كان للعلم منزلة عظيمة ،
ومكانة رفيعة ؛ جاء الحديث ليؤكد على فضله وعلو شأنه ، فهو سبيل الله الذي
ينتهي بصاحبه إلى الجنة ، والمشتغلون به إنما هم مصابيح تنير للأمة طريقها
، وهم ورثة الأنبياء والمرسلين ، لذلك شرّفهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة
، والمكانة عالية ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : ( إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه ليستغفر
للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على
العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ) رواه أحمد ، فهم أهل الذكر ، وهم أهل
الخشية ، وشتان بين العالم والجاهل .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأولى
ما يصرف العبد فيه وقته : تعلم القرآن ونشر علومه ، كما جاء في الحديث
الصحيح : ( خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ) ، وهذه الخيرية إنما جاءت من
تعلّق هذا العلم بكلام الله تعالى ، وشرف العلم بشرف ما تعلق به .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثم
لك أن تتأمل ما رتبه الله من الأجر والثواب لأولئك الذين اجتمعوا في بيت
من بيوت الله تعالى ؛ يتلون آياته ، وينهلون من معانيه ، لقد بشّرهم بأمور
أربعة : أن تتنزّل عليهم السكينة ، وتعمهم الرحمة الإلهية ، وتحيط بهم
الملائكة الكرام ، والرابعة – وهي أحلاها وأعظمها - : أن يذكرهم الله تعالى
في ملأ خير من ملئهم ، ويجعلهم محل الثناء بين ملائكته ، ولو لم يكن من
فضائل الذكر سوى هذه لكفت .
على أن تلك
البشارات العظيمة لا تُنال إلا بجدّ المرء واجتهاده ، لا بشخصه ومكانته ،
فلا ينبغي لأحد أن يتّكل على شرفه ونسبه ؛ فإنّ ميزان التفاضل عند الله
تعالى هو العمل الصالح ، فلا اعتبار لمكانة الشخص إن كان مقصّرا في العمل ،
ولذا يقول الله عزوجل في كتابه : { فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم
يومئذ ولا يتساءلون } ( المؤمنون : 101 ) ، وهذا رسول الله صلّى الله عليه
وسلم لم يغن عن أبي طالب شيئا ، ولقد جسّد النبي صلى الله عليه وسلم هذا
المعنى في كلمات جامعة حين قال : ( ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أبريل 17, 2011 12:21 am من طرف زائر
» اجمل فاصل حدودي على الاطلاق
الأربعاء مارس 16, 2011 11:43 pm من طرف ~لولا~
» حادثةٍ عجيبةٍ تحكي مَشْهداً عظيماً للخاتمة الحسَنة
الأربعاء مارس 16, 2011 11:31 pm من طرف ~لولا~
» تفسير سورة ق
الثلاثاء مارس 08, 2011 7:25 pm من طرف حاصد الارواح
» لعملاء الاتصالات السعودية (stc) طريقة الغاء الرسائل التي تستهلك منك رسوم شهرية
الإثنين مارس 07, 2011 1:35 am من طرف Admin
» عصير البرتقال لمكافحة الكوليسترول
الأحد مارس 06, 2011 5:32 pm من طرف حاصد الارواح
» اكتشاف جينة تسبب موت الرضع المفاجئ
الأحد مارس 06, 2011 5:32 pm من طرف حاصد الارواح
» علاجات جديدة تعطي مرضى السرطان حياة أطول
السبت مارس 05, 2011 3:14 pm من طرف حاصد الارواح
» الشاي الأخضر يقلل نمو الخلايا السرطانية
السبت مارس 05, 2011 2:21 am من طرف حاصد الارواح